يواصل أهالي محافظة السويداء اعتصامهم للمطالبة بإطلاق سراح النساء والأطفال المختطفين لدى تنظيم "الدولة" منذ أكثر مِن شهرين، بعد أن قال "نظام الأسد" للمحتجين بأن يذهبوا هم لـ قتال "التنظيم" والإفراج عن المختطفات.
ونصبَ عشرات المدنيين بينهم أهالي المختطفين، منذ أمس الأربعاء، خيمة كبيرة أمام مبنى المحافظة في مدينة السويداء، ودعوا إلى اعتصام مفتوح ومستمر لحين إطلاق سراح المختطفين لدى "التنظيم"، مطالبين بالإفراج الفوري عنهم (أحياء).
وذكرت شبكات إخبارية محليّة منها صفحة "السويداء 24" على "فيس بوك"، أن المعتصمين أشعلوا الشموع أمام صور المختطفين (الأطفال والنساء)، ورفعوا لافتات كُتبَ على بعضها "اعتصام مفتوح حتى عودة الروح"، و"المختطفات كرامتنا"، و"كرامة مع سياسة ما بتنفع"، وغيرها.
وسبق الاعتصام تداول بيانٍ لـ ذوي مختطفي قرية الشبكي شرق السويداء جاء فيه "نحن بانتظاركم في ساحات الكرامة .. لنطالب أصحاب القرار ومسؤولي الدولة ومشايخ العقل وكل أصحاب السلطة بأن يردوا لنا أطفالنا ونساءنا من أيادي الإجرام".
وجاء الاعتصام - حسب ناشطين محليين -، بعد أن أرسل "نظام الأسد" وفداً مِن مشايخ المنطقة "موالين له"، وطلبوا مِن المحتجين الذين قطعوا طرقات المدينة أمس، بأن يتوجهوا لـ قتال تنظيم "الدولة" عند "تلول الصفا" شرق السويداء وإطلاق سراح المختطفات، ما دفع المحتجين إلى طرد المشايخ.
وقالت "السويداء 24" - نقلاً عن أحد ذوي المختطفات مِن قرية الشبكي - إن "أبناء الشبكي استنفدوا جميع الحلول لـ إطلاق سراح المختطفين"، قائلين لـ مَن يطالبهم بالذهاب لـ قتال تنظيم "الدولة" بأنهم "ذهبوا إلى منطقة الصفا، والنظام طلب منهم العودة كي لا يعيقوا العمليات العسكرية في المنطقة".
وتابع "أن الاعتصام السلمي أمام مبنى محافظة السويداء بدأ يثمر نتائج إيجابية، حيث وردت اتصالات عدّة مِن بعض المسؤولين، يقطعون الوعود بالعمل الفوري على الملف، إلا أن المعتصمين يُصرّون على وقفتهم حتى تحقيق نتائج ملموسة".
وشارك معظم الأهالي في مدينة السويداء بينهم "مسلّحون" وبعض "مشايخ العقل" (سلطة دينية معروفة في السويداء) في قطع طرقات المدينة، أمس الأربعاء، عبر سيارات ركنوها في عرضِ الطريق، وطرق أخرى قطعوها بالحجارة والحديد، ورفعوا لافتات تطالب بإعادة المختطفين (أحياء) فوراً.
كذلك، شهدت مدينة السويداء، أمس الثلاثاء، توتراً وحالة غضب سادت بين أهالي المدينة الذين تجمعوا أمام مقام "عين الزمان" (مقر الطائفة الدرزية) وأطلقوا رصاصاً كثيفاً بعد إعلان تنظيم "الدولة" إعدام إحدى المختطفات (ثروت أبو عمار)، عقب انسحاب "مشايخ عقل" مِن المفاوضات الجارية مع "التنظيم" لـ إطلاق سراح المختطفات.
ونُشر مقطع مصوّر منسوب لـ تنظيم "الدولة"، أمس، يُظهر إعدام الشابة (ثروت فاضل أبو عمار) رمياً بالرصاص، وبرّر أحد عناصر "التنظيم" في الفيديو، بأن ذلك نتيجة "عدم تنفيذ مطالبهم بإيقاف الحملة العسكرية التي يشنها نظام الأسد على مواقعه في منطقة الصفا شرق السويداء"، مهدّداً بـ"تصفية باقي المختطفين" إن لم توقف الحملة ويُفرج عن معتقليه لدى سجون "النظام".
وجاءت هذه التطورات، بعد ساعات مِن إعلان لجنة "مشيخة العقل" برئاسة (يوسف جربوع، وحمود الحناوي) انسحابها مِن المفاوضات لـ إطلاق سراح المختطفين لدى تنظيم "الدولة"، مبرّرة ذلك بأسباب عدّة أهمها أن "التنظيم" لم يُرسل أية مطالب لـ يتم عرضها أو مناقشتها.
ومضى أكثر مِن شهرين على سلسلة الهجمات المتزامنة لـ تنظيم "الدولة" على مدينة السويداء وقرى ريفها الشرقي، أواخر شهر تموز الماضي، أسفرت عن مقتل نحو 270 شخصاً وجرح المئات، واختطاف نحو (36 شخصاً جلّهم نساء) مِن قرية الشبكي، في حين أرسل "التنظيم" مؤخّراًً، مقطعاً مصوراً بلّغ مِن خلاله عن وفاة إحدى المختطفات بسبب ما قال إنه لسوء وضعها الصحي.
تعليقات
إرسال تعليق