مظاهرات درعا ظاهرة تحتاج لدراسة متفحصة  فكيف لشعب قمع وقتل وشرد واعتقل أن ينتفض من جديد بهذه السرعة  أي عظمة هذه وأي شعب هذا !  ويبقى السؤال : هل ستنتفض المدن السورية الأخرى من جديد و وتنتصر درعا ؟ الأيام القلائل ستحمل الإجابة فإن كانت الإجابة بنعم فحي هلا بثورة جديدة تدك عرش الظالم المستبد وزمرته وإن كانت الإجابة لا. فعلى درعا السلام والرحمة لشهدائها. درعا درعا ما بتنزل فيها الشبيح تزلزل ارحل يا بشار ارحل بدنا نعيش بحرية

كانوا سباقين في كل بلد تخرج فيه مظاهرة أو تشتعل ثورة وكان البث الحي والمباشر شبه دائم وكانت استضافة المحللين و تقارير المراسلين لا تعد ولا تحصر  ، ثم قام الأحرار في السودان بمظاهرات تطالب بالحرية والكرامة وإذا بتلك القنوات تصم آذانها وكأن شيء لم يكن. والحقيقة التي لا يعرفها هؤلاء أن الوعي الحاصل للشعوب العربية بعد الربيع العربي يختلف عن ما كان قبله، فإن لم تتدارك تلك القنوات نفسها فستسقط سقوطا حتميا 

زار الدكتاتور البشير نظيره المجرم بشار الأسد بزيارة مفاجأة عجز الكثير من المحللين عن معرفة أبعادها وما ورائها. وما لبث البشير أن ولى عائدا للسودان حتى قامت المظاهرات المطالبة بالحرية والكرامة والتنديد بالتطبيع مع المجرم الأسد ، فما كان من نظام الإجرام في السودان إلا أن رد بما هو متوقع منه بالاعتقالات والرصاص ليحاول إخماد الثورة في مهدها. وإذا بحدث مفصلي آخر ما توقع أحد ، الأحرار في مهد الثورة ينتفضون من جديد يهتفون بأعلى صوت شعار الثورة الأول (الشعب يريد إسقاط النظام) ليعود الأمل للشعب السوري ويعود الأمل لأمهات الضحايا وأهالي المعتقلين وقلوب المهجرين. والايام القادمة ستكون حاسمة في سوريا سودان وإن قدر للثورات في درعا الخرطوم أن تمدد لباقي المدن والمحافظات فسيكون ربيعا عربيا جديدا قد يمتد لدول أخرى و أنظمة قمعية مستبدة.

دعى الإعلام السوري اليوم لفرض عقوبات على فرنسا وسلط جهوده وتقاريره بإظهار الحكومة الفرنسية وسوء إدارتها للأزمة الأخيرة بفبركات ومحللين محليين. وعندما يتابع أي إنسان عاقل إعلام النظام وحجم التفاهة وعدم المهنية التي وصل لها  يعلم حقيقتا أن نظام الأسد يجب زواله لا محالة.