قالتها الشابة الثلاثينية السورية ذات الأطفال الأربعة وهي مطرقة بعينيها إلى أرضية غير مستوية لبناء قيد الإنشاء على أطراف مدينة الريحانية بمحافظة هاتايا جنوبي تركيا، حيث تقيم "والله اضطررنا للتسول من الجوع والفقر". صدّقتها سوريات بجانبها -تحلقن حولنا- بالقول.. وتساءلن: كيف نؤمّن قوت أولادنا؟ وصدقتها أخريات بالعمل، شاهدناهن في عدد من المناطق التركية وهن يستجدين من شدة الحاجة. بيد أن تلك الحالات تبقى نادرة في كل حال، مقارنة بالعدد الهائل من السوريين الذين لزموا "بيوتهم" هنا على أطراف هذه المدينة المقابلة لمعبر باب الهوى الحدودي، وصانوا كرامتهم ولو على حساب الموت جوعا، وذلك بعد أن ألجأتهم ظروف الحرب المستعرة إلى الفرار من بلدهم. موسى علي ألجأه الفقر لتشغيل أولاده في جمع علب المشروبات الغازية الفارغة فهذا أحمد المطير من قرية الحميرات بريف حماة، انحشر بأولاده الـ14 وزوجتيه في غرفة مفترضة من بناية قيد الإنشاء توزعتها أسر سورية، يقسم أنه لم يذق هو وعائلته منذ هروبه إلى تركيا منذ شهرين إلا الخبز والشاي. ويقول إنه يحتاج يوميا إلى سبع "ربطات خبز"، وهو ما ليس ب